الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية اتركوا الأمنيين الشرفاء والجمهوريين في أمان

نشر في  14 أوت 2014  (10:33)

تقدّم آمر الحرس الوطني منير الكسيكسي بشكوى ضدّ رئيس المنظّمة التونسية للأمن والمواطنة عصام الدردوري والصحبي الجويني وذلك على خلفية ما صرّحا به في قناة «نسمة» حيث ادعوا انّ هناك مدير أمن  سلفي ومتورّط في قتل أمنيين..
والجدير بالملاحظة انّ بعض الأوساط الوزارية هي التي «حرّكت الماكينة» لاركاع الأمنيين الوطنيين والنقابيين لأنّهم ندّدوا بإخلالات في السياسة الأمنية ضدّ الارهاب، وأحسن دليل على ذلك قتل جنود وأمنيين من قبل ارهابيين، علاوة على التراخي الغريب والغموض الذي اقترن بالتحقيقات المتعلّقة بمكافحة الارهاب منذ الانتخابات الأخيرة.. وأمّا الانتدابات في سلك الأمن فانّها لم تستثن السلفيين وحلفاءهم، كما أنّ تصرّف وزارة الداخلية كان غريبا ولم يكن حاسما في التصدّي لعنف والارهاب ولعلّ أكبر حجّة على ذلك «ضياع» وثيقة الأمريكان التي حذّرت من اغتيال الشّهيد البراهمي واعلام وزير الداخلية الأسبق علي العريض بالتهديدات باغتيال الشهيد شكري بلعيد، وتخاذله مع هذا الانذار، كما انّ عدم تحرّك الأمن للتصدّي للمتشدّدين والارهابيين طيلة ثلاث سنوات لم يكن طبيعيا، بل كان في بعض الأحيان مثيرا للشّكوك..
وإنّي على يقين من أنّ الشعب والتاريخ لن ينسيا هذا التقصير المريب، وستتمّ ـ ولو بعد سنوات ـ  محاكمة كل المسؤولين الذين تخاذلوا أو تواطؤوا مع الارهاب الذي اغتال صفوة من أبناء تونس،  علما انّ أبشع جريمة هي التسامح مع الارهاب الذي يدمرّ البلاد والعباد والاقتصاد!  لكن لن يفلح أبدا! ولو أردنا التذكير بالأخطاء الحكومية والأمنية في مكافحة الارهاب والتطرّف لما كفتنا كتب ومؤلّفات.
وإنّي أعبّر عن تضامني المطلق مع الأمنيين النقابيين وأدعو وزارة الداخلية والحرس الى فتح تحقيقات في تخاذل الأمنيين الذين سمحوا بانتشار العنف والارهاب.. كماأدعوهما الى عدم المس بالنقابات كما كان يفعل ـ عبثا ـ النظام البائد!
فلا تخشوا أيّها الأمنيون الشرفاء مناورات المسؤولين الأمنيين الذين يريدون اركاعكم أو سجنكم، انّكم مفخرة الشعب التونسي ولولاكم لأصبحت بعض المؤسّسات الحكوميّة والأمنية مرتعا لمن يديرون عصابات الارهاب.


بقلم: محمد المنصف بن مراد